الجمعة، 25 مايو 2018

السيناريو البيداغوجي


السيناريو البيداغوجي


تقديم  :

     يعرف الحقل التربوي حاليا زخما كبيرا و مطردا لتكنولوجيا المعلومات و الاتصال، و يبدو ذلك جليا من خلال وفرة الموارد الرقمية وتجددها و تحيينها، إن على مستوى بوابات الشبكة العنكبوتية  Internet  أو على مستوى الأقراص المدمجة و أقراص الفيديو الرقمي أو ما شابه ذلك...
     و في هذا السياق ، عمدت وزارة التربية الوطنية ضمن إستراتيجية إدماج تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في الفعل التربوي، إلى الاهتمام بهذا المجال و ذلك من خلال تبني برامج تكوينية إستراتيجية (برنامج  GENIE  على سبيل المثال)، و اقتناء موارد رقمية و إصدار مذكرات توجيهية تنص على إدماج هذه الموارد الرقمية في المناهج التربوية في مختلف المواد الدراسية.
       و تفعيلا لهذه المستجدات و مواكبة لها ، أضحى من الضروري وضع تصورات منهجية لإدماج فعال و سليم لهذه الموارد الرقمية تجعلها ذات بعد وظيفي يزيد قيمة مضافة للعملية التعليمية التعلمية، و ذلك من خلال تخطيط محكم وتنفيذ فعال لما يعرف بالسناريوهات البيداغوجية.

ما المقصود بالسيناريو البيداغوجي؟

يمكن اعتبار السيناريو البيداغوجي خارطة طريق أو ورقة عمل يسترشد بها خلال تهييىء و إنجاز نشاط تعليمي تعلمي و ذلك بإدماج تكنولوجيا المعلومات و الاتصال، يحدد فيها بدقة مراحل و كيفية إدماج هذه الموارد الرقمية.

المراحل الأساسية لإعداد سيناريو بيداغوجي :

*  مرحلة التحليل و التشخيص : و هي مرحلة محورية يتم خلالها رصد صعوبات التعلم و تحديد الحاجيات الضرورية لدى المتعلمين، و ذلك من خلال تفكيك شامل لمنهاج المادة المتعلق بمستوى معين، بغية استخراج المقاطع التعليمية التعلمية و الفقرات القابلة للاستعمال التفاعلي على شكل موارد رقمية.
* مرحلة التصور : و تتلخص في وضع تصور للنشاط المزمع إنجازه بالاستعانة بالموارد الرقمية، ضمن سياق تعليمي تعلمي يصف ما قبل النشاط و أثناءه و ما بعده.
* مرحلة الإعداد : و تتجلى في اتخاذ كل التدابير المنهجية وتهييىء كل الوسائل التقنية و اللوجيستيكية وتوضيب الفضاء لإنجاح السيناريو البيداغوجي. وتستوجب هذه الحلقة الأساسية في السيناريو تخطيطا محكما و دقيقا يوضح خلاله نوعية الأداة الرقمية ، تموضعها في سياق الدرس، كيفية استعمالها و كذا ضبط التوزيع الزمني لمراحلها.
* مرحلة التنفيذ: و تتجلى في تنفيذ ما تم تخطيطه مع مراعاة التقسيم الزمني و تحديد أدوار المتدخلين : الأستاذ/التلميذ/مجموعة التلاميذ.
* التقويم : و تتجلى في رصد مكامن القوة قصد تعضيدها و تعزيزها و كذا وكامن الضعف و تصحيحها و تنقيحها لضمان نجاعة أفضل للسيناريو البيداغوجي المقترح.

صياغة سيناريو بيداغوجي :

يمكن تلخيص المراحل السابقة الذكر على شكل بطاقات تقنية توضيحية على النحو التالي:
البطاقة 1: تقديم عام
الموضوع (العنوان)
-                                           
المدة الزمنية
-
المادة
-
الوحدة المدرسة
-
الفصل
-
الموسم الدراسي
-
تاريخ الانجاز
-
المؤسسة
-
المستوى
-
الأستاذ
-
ملخص النشاط
-
البطاقة 2: الكفايات و الأهداف
الكفايات المستهدفة
الكفايات الثقافية
- اكتساب معارف
-
الكفايات التواصلية
- تقديم النتائج
-
الكفايات المنهجية
- تنظيم عرضه
-
الكفايات التكنولوجية
- استعمال التكنولوجيات الجديدة
-
الكفايات الاستراتيجية
- معرفة ذاته
-
الأهداف المتوخاة
الهدف 1
-
الهدف 2
-
الهدف 3
-
الهدف 4
-

البطاقة 3: بطاقة تقنية حول الأدوات الرقمية المستعملة
الأداة رقم ........
نوعها
PPT- FLASH – VIDEO – SITE WEB – SON - LOGICIEL ..
عنوانها

مدتها

التقسيم الزمني
- إذا كانت مدتها طويلة
-
ملخص
- حول موضوع الأداة

البطاقة 4: المستلزمات من أدوات و مهارات و معارف
الأدوات اللوجستيكية
الأستاذ
- PC – DATASHOW - ECRAN
-  .....
التلميذ
------


المهارات التقنية الضرورية
الأستاذ
- مبادئ أولية في المعلوميات
-        تنصيب البرامج  - البحث في شبكة الأنترنيت
- ....
التلميذ
- مبادئ أولية في الإعلاميات
- معرفة كيفية عمل
DataShow

 
المفاهيم و بعض التعاريف
الأستاذ
- ( انظر الدرس )
-
التلميذ
- المفاهيم المطلوبة (مكتسبات قبلية )
البطاقة 5: التحضير القبلي
التحضير التقني
- تحضير القاعة
- التأكد من الحواسيب كلها عمل بشكل جيد
- Connexion réseau
- ....

البطاقة 6: مراحل الانجاز

المرحلة رقم 1

مدتها :
الأداة الرقمية المستعملة :

المهام

الأستاذ
التلميذ

-
-
-
-
-
-
-
-


خلاصة :







البطاقة 7: التقويم
المدة
-                                                 
أداة التقويم
-
-
-
ملاحظات
-
البطاقة 8: موضوع للبحث /  معلومات إضافية / الامتداد
الموضوع
-
مصادر البحث
- مواقع WEB + CD  + برامج ....
توجيهات
- عدد الصفحات ، لغة البحث ، كيفية التنظيم ، طرق العرض...

البطاقة 9: ملاحظات
الملاحظات
-                                                     
-

 ما هي القيمة المضافة للسيناريوهات البيداغوجية؟

يعتمد إدراج تكنولوجيات المعلومات والاتصال مبدأ الإدماج كمنهجية يتم الاستناد إليها ضمن عملية التعلم. لذلك فإن إدراج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في البرامج الرسميــة لا يتخذ شكل إضافة مادة جديدة لبرامج التدريس وإنما هو أداة تمنح عملية التعلم بعدا إضافيا من شأنه أن يجعل المتعلم يبني مسار تعلّمه بصفة فعلية ويبحث بنفسه عن المعلومة أنّى وجدت حتى يغني مكتسبا ته ويطور قدراته ويوسع آفاقه بالدخول في علاقات تواصل متعددة و متنوعة  مع عدة مصادر و أطراف.
فالإدماج يكون بإنجاز العمل المدرسي (تعليم / تعلّم) المندرج في البرامج الرسمية عن طريق استعمال وسائل وأدوات تكنولوجيّة ومن خلال وضعيات جديدة لا تتيحها الوضعيات التقليديّة داخل الفصل، و يتسنى ذلك بتوظيف للمهارات والمعارف المتّصلة بتكنولوجيات المعلومات والاتصال في أنشطة التعلّم بهدف بناء المعرفة، وبالتالي إكساب مفاهيم ومبادئ وطرق  تفكير و عمل تعين المتعلّم على فهم منطق التعامل مع هذه التكنولوجيات وتيسّر انخراطه في منظومة التكنولوجيات الرقميّة.

و من أهم مظاهر القيمة المضافة التي تحققها السيناريوهات البيداغوجية من وجهة نظري :

* تمكين المتعلـّمين من بلوغ الاستقلاليّة فيما يتعلق بالبحث عن المعلومات ومعالجتها وتوظيفها بوسائلهم الخاصّة، فيتدرّبون على التكوّن الذّاتي وعلى تقييم تدرّجهم في التحصيل، وينشأ لديهم الشـّعور بالمسؤوليّة إزاء تكوينهم.
* الطابع التفاعلي للأدوات الرقمية تجعل المتعلم يتحكم في سيرورة العمليات المنجزة وتيسر التقويم الذاتي.
*
الأوجه المتعددة لمعالجة المعلومة تمكن من تخزين و معالجة و عرض النصوص ، من خلال إدراج الصور الثابتة أو المتحركة ، والصوت ، و هذا التنوع يمكن من التكيف الأمثل مع أساليب التعلم عند معظم المتعلمين ويقوي رغبتهم في التعلم.
* تيسير تمثل بعض الظواهر الدينامية و التي يتعذر استيعابها المجرد خاصة محاكاة بعض الوظائف في العلوم التجريبية، علوم الحياة و الأرض نموذجا.
-        * تعويد المتعلـّمين على أشكال العمل التـّعاوني سواء داخل المجموعة الواحدة أو بين مجموعات مختلفة.
* تطوير دور المدرّس من مصدر وحيد للمعرفة إلى مساعد على بلوغها باعتماد مصادر متعدّدة، وهو ما يستوجب إرساء قواعد جديدة للتـّعاون بين المربّين أنفسهم وبينهم وبين المحيط الخارجي.
* تحقيق جملة من الكفايات في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال  بحكم تزامن استعمال الأدوات التقنية مع أنشطة التعلّم واستجابتها لمتطلبات الإنتاج في مختلف المواد التعليمية.
يستوجب إدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال تحوّلا في دور المربّي وفي نوعيّة  ممارسته البيداغوجيّة.

  شروط نجاح إدماج تكنولوجيا ت المعلومات  والتواصل في التدريس ضمن سيناريوهات بيداغوجية:

·         انخراط كل الأطراف في عملية الإدماج طواعية برغبة و إقتناع بالدور الوظيفي الفعال للسيناريو البيداغوجي و عدم اعتباره عبئا إضافيا للأستاذ.
·         توفير الفضاءات  : فضاء الانترنيت – قاعات متعددة الوسائط – حواسيب- وسائل تقنية...
·         إنتاج و تنويع موارد بيداغوحية رقمية مع توفير مختبر خاص بالإنتاج والإبداع .
·         تشجيع المبادرات المبدعة في هذا المجال و العمل على نشر إنتاجاتهم و تعميم خبراتهم.
·         تنظيم دورات ومنتديات تحسيسية خاصة بموضوع TIC و تعميمها على شكل مجزوءات في التكوين المستمر.

و خلاصة القول :

إن استعمال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال بوصفها أداة تفاعلية مهمة داخل الفصل  تيسّر التعامل مع المشاريع التربوية و تشجّع على التعاون ضمن المجموعات، فينتفي بذلك سلوك تلقين المعلومات من قبل المدرس (باعتباره مصدر المعرفة) ليتدعّم السعي إلى بناء المعرفة من قبل المتعلّم ( باعتباره محور العملية التربوية وعنصرا فاعلا فيها ) عن طريق الوسائط والمرجعيات والمصادر التي توفّرها هذه التكنولوجيات ، إلا أن استغلالها الأمثل يبقى رهينا بدمجها و توضيبها داخل نسق علائقي منظم واضح : نسق السيناريوهات البيداغوجية..