البحث هو الوحدة النابضة في قلب العلم، وفي غالب الاحيان موجه من طرف اسئلة دقيقة ومحددة، والبحث العلمي يهدف الى بلوغ معارف جديدة. انه العطش الذي دفع بالعالم داروين الى التوجه لاغوار الطبيعة من اجل فهم كيف تتكيف الحيوانات مع الطبيعة. وهو ايضا العطش الذي يدفع بالعلماء حاليا بتحليل الجينوم البشري من اجل فهم اوضح للوحدة الجزيئية والتي تجعل من البشر مختلفين. في الحقيقة، الفضول هو المحرك لكل ما وصل اليه علم الاحياء للان.
لا توجد وصفة سحرية ولا طريقة موحدة ولا قاعدة تجعل العلماء يقومون بالبحث العلمي. العلم هو خليط من التحديات، من المغامرة، ومن الحظ كذلك، ومدعم من طرف العديد من الاشياء نذكر منها: التخطيط الدقيق، البناء المنطقي، الابداع، الشراكة، التحدي، الصبر و المثابرة رغم الفشل. هذا الخليط غير المتجانس يجعل من العلوم شيئا غير منظم اكثر مما نعتقد وان بعض الاكتشافات ما هي الا ثمار المصادفات. هذا يحيل على ان بعض الاشياء تمكن من تمييز العلوم عن باقي التخصصات والتي هي مرتبطة ايضا بوصف وتفسير الطبيعة.
ومن اجل الوصول لفهم آليات الظواهر الطبيعية، اتجه العلماء الى طريقة للبحث والتي تحت اولا على الملاحظة ثم اعطاء فرضيات منطقية والتأكد منها. هدا التسلسل يجعل من نفسه حلقة تعيد نفسها بنفسها بحيث ان التأكد من فرضية يلزم ملاحظات اخرى والتي بدورها يمكن ان تولد فرضيات اخرى او تعديل الفرضيات الاولى والتي ستتبع بتجارب للتأكد. بهذه الطريقة حاصر العلماء شيئا فشيئا قوانين الطبيعة بشكل عام.
الملاحظات:
يمكن ان يكون للملاحظات طابع مباشر او غير مباشر، فمثلا يمكن للعالم ان يلاحظ مباشرة الظواهر وسط الطبيعة ويطرح عليها تساؤلات، كما سمكن ان يستعين بما تم طرحه سابقا والربط بينه واثناءه يمكن ان يظهر له اشياء لم يسبق ان ذكرها احد قبله.
لذلك يجب على العالم او الباحث بصفة عامة ان يكون شديد الملاحظة، فبداية فهم الطبيعة هي هذه النقطة بالضبط.
التساؤلات:
تنبثق التساؤلات انطلاقا من الملاحظة، وهي مؤطرة بشروط بحيث يجب ان تكون مرتبطة بالملاحظة، عفوية او مبنية على مجموعة من الاستنتاجات المتراكبة، وممهدة لفرضيات.
الفرضيات:
هي ما يوجه الباحث اتناء بحثه، فيجب ان تكون منطقية، مرتبطة بعناصر التساؤلات، ويمكن التحقق منها.
وفي بعض الاحيان يتم تعدلها وسط مسار التحقق لانه كما ذكر سابقا يمكن ان تنشأ ملاحظات انطلاقا من تجارب التحقق من الفرضية.
التحقق من الفرضية.
الصيغة الطاغية من اجل التحقق منها هي التجربة. فالتجربة كذلك مبنية على ضوابط منها صياغة بروتوكول تجريبي موافق للتحقق من الفرضية، فان كانت النتيجة سلبية يجب اعادة النظر في الفرضية اما اذا كانت اجابية فيجب ايجاد العلاقة السببية.
هناك مثال يقول احمل مظلة لانها تمطر، ولكن لن تمطر لاني احمل مظلة. فهنا يجب ان تتحقق الفرضية في كلا الجانبين، تحمل مظلة لانها تمطر وكذلك تمطر لانك تحمل مظلة، فالمتغير في التجربة يجب ان يكون السبب في تحقق الفرضية وكذلك بدونه لن تتحقق الفرضية.
هذا الاطار الشامل يسمى الاطار العلمي التجريبي و رائده هو العالم الفزيولوجي الفرنسي كلود برنارد والدي له اعمال مشتركة مع الطبيب العالم ماجلان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق